فرق المشرع السوري بين نوعين من المتدخلين :
1- المتدخل الذي لولا مساعدته لما ارتكبت الجريمة :
و هذا يعاقب كما لو كان هو نفسه الفاعل, أي يعاقب بذات العقوبة التي عينها القانون للفاعل .
2- المتدخل الذي يلعب تدخله دوراً ثانوياً في ارتكاب الجريمة , و كان من الممكن وقوعها لو أن التدخل لم يحصل :
و هذا يعاقب كما لو كان هو نفسه الفاعل, أي يعاقب بذات الأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة من اثنتي عشرة سنة إلى عشرين سنة إذا كان الفاعل يعاقب بالإعدام . و إذا كان عقاب الفاعل الأشغال الشاقة المؤبدة أو الاعتقال المؤبد , يعاقب المتدخل بالعقوبة نفسها لا أقل من عشر سنين
و في الحالات الأخرى تنزل بالمتدخل عقوبة الفاعل , بعد أن تخفض مدتها حتى النصف .
أما بالنسبة للتدابير الاحترازية , فيمكن إنزالها بالمتدخل كما لو كان هو نفسه فاعل الجريمة .
و أخيراً لا بد من الإشارة , إلى أن عقوبة المتدخل تكون مساوية لعقوبة الفاعل أو أقل منها , و لكنها لا يجوز أن تكون أشد منها مهما كان وجه نشاطه , و مهما كانت مساعدته مؤثرة .
تأثر كل من الفاعل والشريك و المتدخل بظروف الآخر :
نصت المادة 215 من قانون العقوبات على ما يلي :
1- مفاعيل الأسباب المادية التي من شأنها تشديد العقوبة أو تخفيضها أو الإعفاء منها تسري على كل من الشركاء في الجريمة و المتدخلين فيها .
2- و تسري عليهم أيضاً مفاعيل الظروف المشددة الشخصية أو المزدوجة التي سهلت اقتراف الجريمة .
3- و أما ما سوى ذلك من الظروف فلا يتناول مفعولها إلا الشخص الذي تتعلق به .
و من هذه المادة يمكننا استنتاج الأحكام التالية :
أولا- مفاعيل الأسباب المادية , أي الظروف العينية التي تتعلق بماديات الجريمة , و من المفترض أن تغير خطورتها أو جسامتها , تسري على الفاعلين و الشركاء و المتدخلين , سواء كانت مشددة للعقوبة أو مخففة لها أو معفية منها . و مثال الأسباب المشددة للعقوبة ظرف الليل في السرقة , و مثال الأسباب المخففة للعقوبة الضرر أو النفع التافه الناتج عن بعض الجرائم الواقعة على الأموال , و مثال الأسباب المعفية من العقوبة الدفاع الشرعي و العفو العام .
ثانياً – مفاعيل الظروف الشخصية , أي الظروف التي تتعلق بشخص المجرم , و من المفترض أن تكشف عن درجة خطورة شخصيته , لا تتناول إلا الشخص الذي تتعلق به ,
و مثال هذه الظروف العمد و التكرار ( مشددة ) , و الدافع الشريف و الاستفزاز ( مخففة ) ,و الجنون و القصر و الإكراه ( معفية ) .
ثالثاً- مفاعيل الظروف المشددة الشخصية أو المزدوجة التي تسهل اقتراف الجريمة , تسري على الفاعلين و الشركاء و المتدخلين جميعاً. و مثال الظروف المشددة الشخصية البنوة في جريمة القتل , و مثال الظروف المشددة المزدوجة صفة الطبيب في الإجهاض و صفة الخادم في السرقة .
إذا سألنا في بحثنا هذا عن معنى الظروف المزدوجة نقول أنها مزدوجة لأنها مختلطة بين الظروف الشخصية و العينية ( المادية )
فهي شخصية لأن أساسها صفة الجاني الشخصية و هي عينية لأن هذه الصفة لها تأثير خاص في نوع معين من الجرائم مثال ذلك :
1- صفة الطبيب في الإجهاض ظرف مزدوج : و ذلك لأنه يملك معلومات و مهارات تسهل عليه ارقتراف جريمة الإجهاض .
2- صفة الخادم الذي يعمل في منزل :
فهو يطلع بحكم صفته هذه على مداخل المنزل و مخارجه و أسراره و ذلك بدافع ثقة من أهل ذاك المنزل إلا أن هذه الصفة هي التي تسهل اقتراف الجريمة .
|